الهجرة النبوية الشريفة… نور غيّر التاريخ

اخر تحديث : 05/11/2013

 الهجرة النبوية الشريفة... نور غير التاريخ

« طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ..وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ..أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ..جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع »

بهذه الكلمات وبهذا النشيد استقبل المسلمون الأوائل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عند دخوله إلى المدينة المنورة وسط أجواء من البهجة والسرور، تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى « بثرب » هربا من بطش كفار قريش.

فمنذ بداية الدعوة المحمدية، وكفار قريش يعارضونها ويحاولون إلحاق الأذى برسولنا صلى الله عليه وسلّم وبصحابته وبكل من جهر باعتناقه الإسلام علنا، فضلا عن اتهامهم الرسول الكريم بالسحر والجنون.

وفي يوم أجمع آل قريش على قرار للطاغية أبو جهل باختيار فتى من كل قبيلة ثم يضرب أولئك الفتيان رسولنا الكريم ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل جميعاً، فلا يقدر « بنو عبد مناف » على حرب جميع القبائل، كما قاموا بتعيين الفتيان والليلة التي أرادوا تنفيذ هذا الأمر فيها.

فأعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه أعداؤه، وأذنه سبحانه وتعالى بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة).

وفي تلك الليلة أمر عليه الصلاة والسلام ابن عمه على ابن أبي طالب أن ينام في مكانه ويتغطى بغطائه حتى لا يشعر أحد بمبارحته بيته. ثم خرج صلى الله عليه وسلم، وفتيان قريش متجمهرون على باب بيته وهو يتلو سورة « ياسين »، فلم يكد يصل إليهم حتى بلغ قوله تعالى: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)، فجعل يكررها حتى ألقى الله تعالى عليهم النوم وعميت أبصارهم فلم يبصروه ولم يشعروا به، وتوجه إلى دار أبي بكر وخرجا معاً، وتوجها إلى جبل ثور بأسفل مكة فدخلا في غاره.
فلما تبين لقريش أن فتيانهم إنما باتوا يحرسون على بن أبي طالب لا محمداً صلى الله عليه وسلم، أرسلوا رسلهم في طلبه والبحث عنه من جميع الجهات، وجعلوا لمن يأتيهم به مائة ناقة، وعندما وصل بعضهم إلى ذلك الغار الصغير الذي احتمى به الرسول الكريم لم يتفطنوا لوجوه.
لذلك فالهجرة المباركة كانت درساً في الصبر والتوكل على الله تعالى، في وقت أشد ما تكون البشرية في حاجة إلى الهدي المحمدي، نظرا لانتشار ظلمات الشرك والجهل والكفر لدى الناس آنذاك، فأرسل الله عبده محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً، بقول الله تعالى:
قُلْ يَا َأيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ « الأعراف:158″.


Print This Post

كلمات البحث :

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.
  1. Appreciate you sharing, great blog.Thanks Again. Cool.

  2. I do agree with all the ideas you have presented in your post. Thanks for the post.