هل يمكن أن تنجح مبادرة اتّحاد الشغل؟

الحراك السياسي في البلاد هذه الفترة على أشدّه، فبعد موجة من الدعوات لإسقاط الشرعية عن الحكومة يوم 23 أكتوبر وضرورة بعث حكومة انقاذ وطني وتهديد بالنزول إلى الشارع وإحداث ثورة جديدة، ساد لفترة قصيرة صمت رهيب للسياسيين قطعه تثمين السيد رئيس الحكومة على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لتطفُو على الساحة السياسية من جديد أصداء مبادرات وتحالفات وحديث عن التوافق وإنجاح الانتقال الديمقراطي في البلاد.
ولئن مثل الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة نقابيّة قوّة ضاربة في البلاد، فإنّه لم يسلم من الاتّهامات عديد المرات بالتسيّس وخدمة بعض الأطراف المعارضة للحكومة، وجاءت مبادرته الوطنية الأخيرة ليلتف حوله الجميع وكثّف أمينه العام السيد « حسين العباسي » من لقاءاته مع مختلف الأطراف ليخلص إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني للحوار يوم 16 أكتوبر الجاري، دعوة تستوى فيها حظوظ النجاح والفشل خاصّة في ظلّ إصرارأحزاب « الترويكا  » على استبعاد بعض الأحزاب التي تعتبرها لم تقطع مع الماضي وتمثل امتدادا للنظام السابق خاصة منها حزب « نداء تونس » الذي يسعى بدوره إلى استمالة بعض الأحزاب المؤثّرة ولو نسبيّا لييكوّن جبهة يواجه بها موجة النقد والتشكيك التي يتعرّض لها، وفي هذا الإطار من المنتظر أن يعقد « نداء تونس » اجتماعا شعبيّا يوم 13 أكتوبر الجاري يشاركه فيه كل من « حزب المسار » و »الحزب الجمهوري » كما تسعى هذه الأحزاب إلى تنظيم لقاء مع السيد « حسين العبّاسي ».
فهل ينجح الاتحاد العام التونسي للشغل في إقناع جميع الأطراف خاصّة وأنّه لا يدعو إلى إقصاء أي طرف طالما يؤمن بقيم الجمهورية والمكاسب الحضاريّة وهو بذلك يضع سقفا فضفاضا يتّسع للجميع، أم أنّ الترويكا ستتشبّث بموقفها وترفض الحوار مع من تعتبره من رموز العهد السابق خاصة وأنّها تطالب بقانون لعزلها سياسيّا؟؟

نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.