أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال كلمته في اختتام الدورة 38 لرؤساء البعثات الديبلوماسية والبعثات الدائمة والقنصلية، أنه تمّ العمل من أجل إجهاض جملة من المبادرات وتم تقسيم الدبلوماسية وفق التوازنات في الداخل .
وقال الرئيس إن من يبحث عن مشروعية في الخارج لا مشروعية له في الداخل، مؤكدا التمسك باستقلالية القرار والالتزام بالشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
ودعا رئيس الجمهورية من شملتهم الحركة الدبلوماسية والقنصلية إلى إضفاء مزيد من النجاعة على عملهم تأسيسا لدبلوماسية نشيطة وفاعلة وحشد المساندة لمبادرات البلاد بعيدا عن الاصطفاف مع الحرص على التمسك بسيادة تونس.
وجدد حرص تونس على مواصلة أداء رسالتها الإنسانية الرائدة من أجل بلورة شراكة شاملة ومتضامنة ومتوازنة انطلاقا من المغرب العربي والعالم العربي والمنطقة الافريقية والمتوسطية.
وشدد على ضرورة تنسيق الجهود وتعميق التشاور مع الاشقاء والأصدقاء بخصوص القضايا المطروحة من أجل الدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية وأولوياتنا السياسية والتنموية والأمنية وإيجاد حلول ناجعة للقضايا العادلة، والتي لا تزال عالقة، والحد من مخاطر الازمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية .
وأشار إلى حصول انحرافات وتجاوزات كثيرة في السنوات الأخيرة، مشددا على أن المسؤول يجب ان يكون في خدمة الدولة لا في خدمة طرف في ائتلاف أو تحالف.
وأوضح أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول المنطقة أدت الى تفاقم ظاهرة الإرهاب والهجرة غير المنظمة وهي تهديدات خطيرة وتحديات جسيمة تواجه الأمن والاستقرار وعلاقات التعاون في المنطقة والعالم داعيا الى مقاربة هذه الآفة وغيرها مقاربة جديدة لأن الحلول الأمنية وإن كانت ضرورية فإنها تظل وحدها غير كافية.
وذكّر بأن تونس من أكثر الدول التي دفعت الثمن باهضا جراء الوضع في ليبيا مجددا وقوف بلادنا إلى جانب الاشقاء الليبيين ورفضها تجزئة ليبيا، مؤكدا على أن حل الوضع داخل ليبيا لا يمكن أن يكون إلا ليبيا ليبيا.
وبين أن الشراكة في المغرب العربي وفي إفريقيا وفي البحر المتوسط تقتضي العمل على بلورة رؤى واضحة تتيح تجاوز الخلافات المفتعلة القادمة من وراء الحدود في أكثر الأحيان، وتقتضي إحكام التخطيط لمستقبل العلاقات وضبط مضامينها وأولويتها وحشد الإمكانيات لتنفيذها.
ولفت في هذا السياق الى ضرورة التعويل على روابطنا التاريخية مع الأشقاء في المغرب العربي وفي إفريقيا وعلى شراكتنا المتميزة والتي يجب أن تكون أيضا متوازنة مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والكاملة.
وذكر بترؤس تونس للجامعة العربية معربا عن الأسف لعدم تنظيم قمة الدول العربية، كما أشار الى استعداد بلادنا لتنظيم قمة الفرنكوفونية العام المقبل، مبينا أننا نتعامل مع اللغات دون عقد ودون أن نمس باستقلالنا.
وأكد أن تونس ستتحمل كامل مسؤولياتها في إطار عضويتها في مجلس الأمن الدولي لدفع مسارات التسوية السلمية للأزمات وللدفاع عن المصالح الاستراتيجية والأولويات السياسية والأمنية والتنموية لفضاءاتنا المباشرة بالتنسيق الدائم مع مختلف الأشقاء والأصدقاء.
ودعا في هذا السياق إلى مضاعفة الجهود لإيجاد حلول جماعية لكل التحديات الراهنة وتكريس القيم الكونية النبيلة، معتبرا أنه لا يمكن لأي دولة بمفردها إدارة الأزمات المستجدة والتوقي منها والحد من انتشارها وتجاوزات تداعياتها.
وذكر في هذا الصدد بمبادرة تونس بطرح مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول جائحة الكوفيد 19 معربا عن الافتخار اعتماد مجلس الأمن بالإجماع للقرار عدد 32-25 لسنة 2020 حول الجائحة المذكورة.
كلمات البحث :الدبلوماسية;سعيد;مبادرات
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.