بقلم الشيخ بشير طبابي
بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيـم ، إنّ الحمـد للّــه نحمــده ونستعيـنـــه ونستغفــره ، ونعـوذ باللّـــه مـن شـرور أنفسنـا وسيّئــات أعمـالنـــا ، مـن يّهـــده اللّـــه فــلا مضــلّ لـه ومــــن يضــلل فـــلا هـــادي لــه ، أشهـــد أن لا إلــه إلاّ اللّــه وحــده لا شــريـك لـه وأشهــد أنّ محمّــــدا عبــــده ورسـلــه وأمينــه علـى وحيـيــه وخيــرتـه مـن خلقــــه المبعــوث بالـدّيـن القـويــم والمنهـــج المستقيــــم ، أرسلـــه اللّـه تعـالـى رحمــــة للعـالميـن وإمـامـا للمتّقيــن وحجّـــــة علـى الخــلائــق أجمعيــن .
يقــول اللّــه تعــالـى فـي محكــم التنــزيــل. بعــد أعــوذ باللّـه مـن الشيطـان الـرّجيــم بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيــم « كيــف تكفــرون باللّـه وكنتـــم أمــواتــا فــأحيــاكـــم ثـــمّ يميتكـــم ثـــمّ يحيكـــم ثــمّ إليــه تــرجعـــون (28) هــو الّذي خلــق لكــم مـا فــي الأرض جميعــا ثـــمّ استـــوى إلــى السّمـــاء فســوّاهــنّ سبــع سمـاوات وهــو بكــلّ شـــيء عليـــم (29) » صــدق اللّــه العظيــم.
أحبّتـي فــي اللّــه بعــد أن ذكــر اللّــه صافات المنـافقيــن ومــوقــف الكفّــار مــن القــرآن فــي الآيــات الّتــي ذكـــرت فــي الحلقــة السّــابقـــة ن يــوجّــه اللّــه الخـطـاب فــي الآيتيــن الثّـامنــة والعشــريــن والتّـاسعــة والعشــريــن إلــى الكفّــار ، وهــذا الخطــاب علــى طــريــق الإنكـــار والتّعجّـــب والتّــوبيــخ علــى مــوقفهــم وصفـــة كفــرهــم، بــذكــر البــراهيــن الــداعيــة إلــى الإيمـــان وهــي النّعــم الــدّالــة علــى قــدرتــه تعــالــى ، مــن مبـــــدئ الخلــق إلــى منتهـــاه مــن إحيــائهــم بعــد الإمــاتــة ثـــمّ الإمــاتــــة والإحيـــاء وخلـــق جميــع الخيــرات المكنـــونــة فــي الأرض ليتمتّعــوا بظـاهــرهــا وبـاطنهـــا ، وخلـــق سبـــع سمــاوات مــزيّنـــة بمصــابيــح ليهتـــدوا بهـــا فــي ظلمـــات البـــرّ والبحــــر ، فبعـــد هـــذا كلّـــه يكفـــرون بمحمّـــد صلّــى اللّــه عليــه وسلّـــم ورسـالتـــه.
فــي هـاتيـــن الآيتيـــن يقــول اللّــه تبــارك وتعــالــى « كيــف تكفــرون باللّــه » وهــذا الاستفهـــام للتّــوبيــخ والإنكــار والمعنــى كيــف تجحــدون الخـالــق وتنكــرون الصّـانــع وكنتـــم أمـــواتــا وقـــد كنتـــم فــي العــدم نطفـــا فــي أصــلاب الآبـــاء وأرحــام الأمّهـــات.
« فأحيــاكـــم » أخــرجكــم إلـى الــدنيــا. « ثـــمّ يميتكـــم »عنـــد انقضـــاء الآجــال.
« ثـــمّ يحيكـــم » بالبعـــث مــن القبـــور. « ثــمّ إليــه تــرجعـــون » للحســـاب والجــزاء يــوم النّشـــور ثــمّ ذكــر اللّــه تعــالـى بــرهــانـا علــى البعــث.
فقـــال « هــو الّذي خلــق لكــم مـا فــي الأرض جميعــا » خلــق لكــم الأرض ومـا فيهــا لتنتفــع بكـــلّ مـا فيهــا . واللّــه ورســولـه أعلــم والسّــــــلام عليكــــم ورحمــــة اللّــه تعــالـــى وبـــركـــاتــه.
كلمات البحث :الشيخ بشير طبابي;من انوار التنزيل
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.