قال محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري صباح اليوم الخميس 30 جانفي في تصريح إذاعي إن إعلان صندوق النقد الدولي عن موافقته لتقديم القسط الثاني من القرض الائتماني والبالغ قيمته 500 مليون دولار سيشجع مختلف الممولين الأجانب والعرب على مساندة تونس وتقديم مزيدا من القروض على غرار البنك الدولي الذي جمد 250 مليون دولار كان سيقدمها في شكل قرض لفائدة تونس وأيضا الاتحاد الأوروبي الذي ينتظر اشارات طمأنة من صندوق النقد الدولي .
وقال المحافظ ايضا إن نسبة المديونية في تونس مازالت في مستويات معقولة وإنه سيتم التوجه خلال الفترات القادمة إلى وجهات جديدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان للحصول على المزيد من القروض.
وأفاد العياري أن هذا القرض الذي سيقدمه صندوق النقد الدولي هو الأول من نوعه بالنسبة لسنة 2014.
وشدد الشاذلي العياري على ضرورة استثمار هذه القروض في مشاريع تنموية وخلق الثروة وليس باتجاه الاستهلاك .
كلمات البحث :صندوق النقد الدولي;محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.
احذروا مصيدة قروض التداين الخارجي…و ينبغي عدم توقع الخروج من كل برامج الصندوق دون أن يمسكم الأذى.اذ يغلب على البلدان أن تلجأ الى اعادة هيكلة ديونها بعد فوات الأوان، و عندما تفعل ذلك يكون تخفيف الديون الذي تحصل عليه متواضعا جدا، بحيث ينتهي بها المطاف الى اضافة ثقل جديد الى حمل اصل الدين الشاق.و من البلدان العالقة بمواقف خطيرة جراء تلك العملية، اليونان حيث أكرهت في النهاية على اعادة هيكلة ديونها البالغة 271 مليار دولار في 2012 بعد أكثر من سنة من عمليات الانقاذ، و كانت هذه أكثر حالة افلاس حكومي في التاريخ.
و في 2002 أعلنت الأرجنتين افلاسها على ديون مقدارها 80 مليار دولار ، لكن احتاج الأمر الى سنتين قبل أن تبدأبيونس آيريس التفاوض على اقتراح قاس لاعادة الهيكلة، و أثارت الخطة مجموعة من القضايا القانونية.
و في 2010 أعادت جامايكا هيكلة ديون حجمها 8 مليارات دولار لكن تبين أن أسعار الفائدة المتدنية و تواريخ الاستحقاق طويلة المدى لم تكن كافية لاعادة الاستقرار في أوضاع المالية العامةو في 2013 أضطرت لاعادة الهيكلة من جديد مع ما يتبع ذلك من فوائد مكبلة و مشاكل اقتصادية لا حصر لها.
و في 1994 كانت البرازيل معتلة مثل كثير من بلدان أميركا اللاتينية لكن كجزء من خطتها لتحسين الريال اضطرت لاعادة هيكلة نحو 43 مليار دولار من قروض البنوك الى ما يسمى سندات بريدي.
ان اللجوء الى التداين من صندوق النقد الدولي و غيره من المؤسسات المالية الدولية هو معالجة خاطئة لاقتصاديات الدول الفقيرة لكون هذه المؤسسات المالية العالمية عادة ما تضع شروطا مجحفة و برامج مسقطة لا تفيد تلك البلدان و لا تكون الا زيادة في أعباء الحمل الثقيل التي تنوء به أصلا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
د/ ابراهيم ميساوي