بقلم الشيـــــــخ بشيــــر طبّـابــــــي
الحمـد للّــه ربّ العـالمين، اللّهـمّ أرحـم ضعفنـا وتـولّى أمـرنـا وأحسـن خـلاصنـا وفـكّ أسـرنـا واجبـر كسـرنـا ، اللّهـم أحشرنـا فـي زمـرة نبيّنـا واشملنـا بشفـاعة حبيبنـا ، أوردنـا حـوضـه ولا تحرمنا أجـره ولا تفتنّـا بعـده . اللّهـمّ أسقنا بيـده الشّـريفـة شـربـة مـاء لا نضمـأ بعـدهـا أبــدا، أميــن وأشهـد أن لا إلـه إلاّ اللّـه.
قـال الحبيـب محمّـد لأبـي بكـر الصـدّيـق : « يـا أبـا بكـر إنّ جبـريـل أتـانـي فـي اللّيلــة المـاضيــة وأخــذنـي من يــدي حتّـى أرانـي البـاب الّـذي ستــدخـل منــه أمّتـي الجنّــة » قـال أبـوبكــر : « ليتنـي كنـــت معكمــا يـا رســول اللّــه » قـال الحبيــب محمّــد : « ألا يكفيــك يـا أبـا بكــر أنّــك ستكــون أوّل مـن يــدخـل الجنّــة مـن أمّتـي » .
« إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ » . (فصلت 30،32) .
وأشهــد أن سيّــدنـا ونبيّنـا وحبيبنـا محمّـدا رسّــول اللّـه تشتــاق النّفــوس لـرؤيــاه وتبتهــج الأرواح لنــور محيّـاه وتشفـى القلـوب بالصّـلاة عليــه لمّـا دخـل الغـار مع أبــو بكـر الصّـدّيـق كـان أبـو بكـر يبكـي ، فيسـألـه المصطفـى : « مـا يبكيـك يـا أبـا بكـر؟ » ، فيقـول أبـو بكـر: « يـا رسـول اللّـه أنـا لا أبكـي علـى نفسـي فأنـا إذا مــتّ فإنّمـا أنـا فــرد كبقيّـة النّـاس ولكنّنـي أبكـي خـوفا عليك أنـت يـا حبيـب اللّــه لأنّـك إذا مـتّ اليـوم هلكـت الأمّـة جميعـا مـن بعـدك » . فمــاذا قــال لــه صـاحـب الخلـق العظيـم؟ . قـال : « يـا أبـا بكـر مـا ظنّــك باثنيــن اللّــه ثـالثهما لا تحـزن إنّ اللّــه معنـا ، ومـن كـان اللّـه معـه لا يخيـب سعيــه ، ومـن كـان اللّــه معــه لا تـزلّ قـدمـه ، ومـن كـان اللّـه معــه لا يخـاف قلبـه . كفـانـي عـزّا أن أكــون لـك عبــدا وكفـاني فخـرا أن تكـون لي ربّـا » .
إخوة الإيمــان أينمـا تصلكم كلمات الحـقّ عبـر مــوقعنـا فـي السّحـاري في الغـابات الشّـاسعـة فـي رؤوس الجبـال وراء البحـار فـي أيّ مكـان فـي هـذا الكـون يقـول الحـقّ سبحـانـه وتعـالـى « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ » (التوبة 128 129) ويقـول أيضـا » وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ » (الأنفال 30)
أحبّتـي فـي اللّـه إلى مـن أهـدي هـذه الكلمـات وهـذه العبـرات وهـذه البـاقات من الـورود الفائحــة ؟ أهـديهـا إلـى الحبيـب المصطفـى محمّـد صلـوات ربّـي وسـلامـه عليـه الّـذي أعطـاه اللّـه صفـوة آدم ، ومـولـد شيـث ، وشجـاعـة نـوح ، وحلـم إبـراهيـم ، ولسـان إسمـاعيـل ، ورضـا إسحـاق ، وفصـاحـة صـالـح ، وحكمـة لقمـان ، وبشـرى يعقـوب ، وجمـال يـوسـف ، وصبـر أيّـوب ، وقـوّة مـوسـى ، وتسبيح يـونـس ، وجهـاد يـوشـع ، ونعمـة داوود ، وهيبــة سليمـان ، ووقـار إليـاس ، وزهــد عيســى ، وعلــم الخضـر ، فكـان أهـلا لأن يخاطبـه اللّـه تعـالـى بقـولـه « وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ » (القلم 4) ، أهـديهـا إلـى الّـذيـن قـال اللّـه فيهـم « لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ » (الفتح 18) أهـديهـا إلـى المخلصيـن المحبّيـن العاشقيـن للحبيـب محمّـد صلّـى اللّـه عليـه وسلّـم أينمـا كـانـوا . أهـديهـا إلـى أئمّـــة الهــدى ومصـابيـح الـدّجـى : مـن العلمـاء الـربّـانيّـن والـدّعـاة المخلصيـن المتجـرّدين . أهـديهـا إلى الشّمـوع الّتـي تحتـرق لتضيـئ إلـى الأمّـة طـريـق الحـقّ والهـدى . إلـى قـوّاد سفينــة الإنقـاذ بقــوّة وجــدارة وســط هــذه الـريّـاح الهـوجـاء والأمـواج المتـلاطمـة : إلـى وعـيّ الأمّـة المستنيـر وفكـر الأمّـة الحـرّ وقلـب الأمّـة النّـابض . إلـى شهــداء أمّتنـا الحبيبـة. وأخيـرا إلـى جيـل صحوتنـا المباركة . كـونـوا معنـا كـلّ يـوم علـى هـذا المـوقـع حتّـى نـواصـل الإهــداء إلـى كـلّ العـاشقيـن للحبيـب محمّـد صـلوات ربّـي وسـلامـه عليـه ونـواصـل مـع بعضنـا طـريـق الإيمـان بكـلّ ثبـات لنغـوص فـي بحـر الحقيقـة المحمّـديّـة ولكـم مـن اللّـه حســن الثّـواب ونستــودعكــم اللّــه الّـذي لا تضيــع ودائعــه والسّـلام عليكــم ورحمــة اللّـه تعـالـى وبـركـاتـه.
كلمات البحث :الشيـــــــخ بشيــــر طبّـابــــــي;على خطى الحبيب
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.