« من قال لأخيه يا كافر..فقد باء بها أحدهما »

بقلم: سلوى الترهوني

نهانا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن تكفير المسلمين، خاصاً بذلك من يبادر بإلقاء السلام، بقوله تعالى: « وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » (النساء / 94 )، كما نهانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن تكفير المسلمين بقوله: « من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ».
فكيف بمن يصرح بكلمة التوحيد التي تعصم الإنسان؟؟
وبناء على الآية القرآنية والحديث النبوي الشريف آنف الذكر، فإنّه لا يجوز للمسلم أن يصف أخاه المسلم بالكافر، بقول ابن تيمية: « وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة ».
عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ، وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللَّهِ، وَلَيْسَ كَذَاكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ ).

« كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون » (حديث صريح)، إذا فالإنسان ليس مُنّزها من الأخطاء، ولكن هذه المسألة تطرح أمامنا كيفية التعامل مع من أخطأ، لا بالدعاء عليه ونعته بكلمات لا تجوز كتكفيره بل بالدعاء له بالهداية، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : « جَاءَ « الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسي » إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ ، عَصَتْ وَأَبَتْ ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ ) . و « دَوْس » : قبيلة معروفة .(رواه البخاري).

كما دعانا رسولنا الكريم لحب الخير للناس كحب الخير للذات، بقوله تعالى: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ).

كلمات البحث :آلتكفير

نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.