بسبب قنبلة وهمية.. عمل فني يتحول إلى شبهة جريمة إرهابية ويُؤدي لإيقاف ممثليه

يُمكن أن يتحول طموح شاب لإعداد عمل فني ينأى بنا عن المعتاد إلى شبهة جريمة إرهابية مبتورة الأركان تُوجه فيها أصابع الاتهام إلى ستّة ممثلين هواة مازالت تحاول خطاهم التماس عالم التمثيل.
تعود أطوار القضية إلى يوم 10 مارس الجاري، حيث عثر أحد أعوان البناء بمدينة غار الملح في أحد الأودية على جسم اشتبه في أنه قنبلة حقيقية فأعلم مركز الشرطة بالجهة التي طلبت بدورها استقدام الفرقة المختصة في المتفجرات، التي تحولت على عين المكان وحاولت تفجير الجسم عن بعد، إلا أنه لم ينفجر .
وكشف المحامي المتعهد بالقضية أمير الحزامي في تصريح لـ tunsien.tn بأن الصوت الذي سُمع لدى محاولة تفجير الجسم هو دوي القنبلة التي استعملتها الوحدات الأمنية لمحاولة تفجيره.
وبين المحامي بأن فرقة الشرطة العدلية برأس الجبل تعهدت بالقضية وقامت بالأبحاث وتمت إحالتها على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت التي تخلّت فيما بعد عن القضية لفائدة قطب مكافحة الإرهاب الذي بدوره أذن بفتح بحث فيها و القيام بجملة الأبحاث و الأعمال الاستقرائية لدى وحدة مكافحة الإرهاب ببوشوشة.

وقد تم ليلة العثور على الجسم إلقاء القبض على 6 شباب في العقد الثاني من العمر وتحويلهم إلى منطقة رأس الجبل ثم منطقة الأمن ببنزرت ثم قطب الإرهاب بتونس ثم منطقة القرجاني ثم وحدة مكافحة الإرهاب ببشوشة، أين مازالوا إلى حد الآن قيد الإيقاف على ذمة الأبحاث في قضية شبهة جريمة إرهابية.

وبين والد أحد الشباب الموقوفين بأن إبنه يدرس بأكاديمية الفنون السمعية البصرية في مجال المونتاج، وقد طُلب منه خلال دراسته إعداد عمل فني فقام بإنجاز مسلسل بوليسي يتكون من 11 حلقة بعنوان « المداهمة « The raid كان قد نشره ضمن صفحته على اليوتيوب .
وأوضح محدثنا بأن الأحداث الدرامية في الحلقة الثامنة من المسلسل اقتضت صنع مجسم مزيف لقنبلة ليس فيها أي مواد متفجرة تم استعمالها للتصوير السينمائي فقط و بعد نهاية التصوير تم التخلص من الأدوات التي استُعملت خلال إنجاز هذا العمل في حاوية الفضلات قرب منزله في مدينة غار الملح، متوقعا أن يكون أحد الأطفال أو البرباشة قد قام بنقلها إلى الواد.

بدوره، أكد المحامي بأن ما تم العثور عليه هو مجرد مجسم تم استخدامه في العمل الفني .

وأكد المحامي أمير الحزامي بأن مساعد وكيل الجمهورية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أكد له أنه في حال صدور نتائج اختبار سلبي لـ « القنبلة الوهمية » فإنه سيقع إطلاق سراحهم يوم غدٍ الاثنين، وإن لم تصدر النتائج فسيقع التمديد في فترة الاحتفاظ.