لم تعُد تفصلنا عن الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا سوى أيام معدودات، أيام يُحاول فيها كافة المرشحين المنضوين ضمن 27 قائمة مستقلة وحزبية وائتلافية كسب الدعم والتأييد من أبناء الجالية التونسية بألمانيا للفوز بمنصب نائب عن دائرتهم.
وقد أجرت جريدة «tunisien.tn» الالكترونية حوارًا صحفيًّا مع أحد المرشحين للانتخابات المهندس « ياسين العياري » الذي أعلنت العديد من الاحزاب السياسية دعمها له ليُطلعنا على برنامجه الانتخابي وحظوظه للفوز بمنصب نائب عن دائرة ألمانيا.
وفيما يلي الحوار كاملاً:
من هو ياسين العياري ؟
أبلغ من العمر 36 عاما، وأنا مهندس خبير في الحماية المعلوماتية في بنك استثماري و أب لطفلين وناشط حقوقي و سياسي ومدون وسجين سياسي سابق و منفي حاليا.
وقع اختياري كرجل العام على الشبكات الاجتماعية في إفريقيا 2014، أسست حركة سواعد، الداعمة للإرادة الشعبية، سنة 2013 كما كنت من منظمي حركات الإحتجاج على رقابة الإنترنات في ماي 2010 « نهار على عمار » .
مثلتُ تونس في عدة لقاءات و محافل دولية، وأنا مستقل سياسيا.
ماهي دوافع ترشحك عن قائمة أمل للانتخابات ؟
قررت الترشح للانتخابات لثلاثة أسباب:
- التصدي للمدير التنفيذي بنداء تونس « حافظ قايد السبسي » لما يمثله من خلط بين العائلة والدولة والحزب وما يُبديه من استخفاف بالتونسيين
- توحيد المعارضة الوطنية المسؤولة ضد تغول الائتلاف الحاكم
- تقديم وجه جديد للنائب قوامه شباب متحمس و يحترم العمل البرلماني و لا تعنيه الحسابات الحزبية الضيقة التي أوصلت البلاد للوضع الذي نعيشه اليوم، وشخصيا سأعمل على تطوير العمل النيابي عبر ادخال الممارسات التي احتككتُ بها في أوروبا إلى الحياة السياسية التونسية.
« الحمد الله، نجحنا حتى الآن في تحقيق هدفين، أولاهما تراجع « حافظ » عن الترشح لتيقنه من الهزيمة وثانيهما تجميع 7 احزاب وطنية معارضة، أما عن بقية الأهداف فسنحققها بإذن الله من تحت قبة البرلمان ».
أعلنت العديد من الأحزاب السياسية دعمها ومساندتها لك في الانتخابات على غرار حراك تونس الإرادة وحزب البناء، هل تتلقى منهم أو من أي جهة سياسية أو جمعياتية كانت دعما مباشرًا أو تمويلاً للتعريف ونشر برنامجك الانتخابي؟
المراقِب لحملة قائمة أمل، يُلاحظ ببساطة أنها حملة قائمة على اقناع الناس، فنحن لم نُنظم حفلات راقصة، ولم نكتر قاعات فخمة، بل اتصلنا بالناس مباشرة ودون أقنعة وبأقل المصاريف، هي عقلية جديدة و طريقة جديدة.
لستُ في حاجة لكي يرقص الناس أو اللعب على وتر إبهارهم أو طبع أطنان من الملصقات أو الإتيان بأشخاص من تونس ليُقنعوا الناس بمكانتي ما يتطلب تكاليف ضخمة، فنحن نكتفي بمخاطبة عقول الناس و الحديث « برجولية » دون سفسطة.
هناك العديد من الحملات التي تُحاول التقليل من شأنك كمرشح للانتخابات، كيف ترد على مروجي هذه الإشاعات؟
« وحدها الأشجار المثمرة تُضرب بالحجارة »
من بين 26 مرشحًا، الوحيد الذي تلقى هجمات من الجميع، وصلت حد الانحدار الأخلاقي الرهيب لبعض الأحزاب، هو مرشح قائمة أمل.
لو كانت قائمة أمل لا أمل لها فعلا.. هل كانوا سيتجندون بهذا الشكل؟
البرنامج والطريقة ونتائج الفوز والقبول الحسن وضرب المسلمات « الي ما عندوش ماكينة يخسر »، فالمراهنة على ذكاء الناس واحترامهم، أمور تُزعج الكثيرين من مشارب مختلفة.
ماهي أبرز النقاط التي ينص عليها برنامجك الانتخابي؟ وإلى من تتجه من خلالها بالدرجة الأولى؟
لم نَعِدْ بالكثير، لكن سنُحقق كل وعودنا، فنحن لم ننخرط في حملات المزايدة الوهمية وكنا واضحين جدًّا !
فدور النائب هو التصويت على القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية والتصدي لتعسف الادارة.
ونحن وعدنا بـ:
-موقع واب و فريق عمل في تونس و المانيا يفحص شكايات المواطنين ليقوم النائب بمسائلة السلطة التنفيذية في صورة وجود اخلالات.
-رفع مسائلة التنفيذي لدرجة غير مسبوقة و متحررة من كل الحسابات
-التصدي للفساد، عبر المسائلة العلنية، لكن عبر القضاء أيضا، فالمسائلة العلنية على اهميتها غير كافية
بماذا يتميز برنامجك الانتخابي عن برامج غيرك من المرشحين؟
الفرق بيننا و بين البقية، أننا الوحيدون الذين قدموا برنامجًا وطرق تحقيقه دون مصطلحات فضفاضة ودون « أفلام »، فنحن لم نكتف بكلام هلامي فضفاض من قبيل « سنسعى، سنبحث.. »كل وعد، قدمنا معه كيف سنحققه في إطار ما يضبطه القانون » .
ما يميزنا أيضا عن بقية المترشحين، أننا القائمة الوحيدة التي تعهدت بالعودة الى تونس في حالة الفوز، فالعمل النيابي عندنا هو عمل جدي و يومي، ليس عملا نقوم به في اوقات الفراغ، « ثقة التونسيين أمر مقدس، ليست لعبة ! »
هل أنت متفائل بخصوص النتائج التي ستُفضي إليها الانتخابات ؟ وهل تعتبر حظوظك وافرة للفوز بمنصب نائب عن دائرة ألمانيا؟
اعتقد أننا القائمة الأكثر حظا، « أكثر ناس خدمت، اكثر ناس تنقلت، اكثر ناس حكات بصدق و دون مزايدات » ، أثق ان التونسي بعد خيبات 2011 و 2014 أصبح يريد البديل، و نحن البديل : شباب، مستقل، ايجابي، صريح، و لا يكل و لا يمل، و أن الجميع مهما كانت مشاربهم متفقون على أن تونس، تستحق ما خير ! »
حوار : سلوى الترهوني
كلمات البحث :ألمانيا;انتخابات;وعود;ياسين العياري
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.