تُعدُّ ليلة النصف من شعبان، والتي تُوافق هذه السنة اليوم الخميس 11 ماي 2017، ليلة مباركة ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث، حيث ينظر الله إلى عباده في هذه الليلة فإذا وجد الله مستغفرا غفر له وإذا وجد الله قائما كتب أجره وتجاوز عن خطاياه وذنوبه.
و قد وردت مجموعة من الأحاديث في ليلة النصف من شعبان منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن ولكنها بمجموعها تُثبت أن لِهذه الليلة فضيلة ومكانة هامة.
ونُقل في حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «يَطَّلِعُ الله إلى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني وصححه ابن حبان.
وعن فضل ليلة النصف من شعبان نذكر حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِى ذَلِكَ، وَلَكِنِّى ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد واللفظ لابن ماجة.
كما روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إذا كان ليلة النصف من شعبان اطّلَعَ الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه » .
وتُؤكد الأحاديث النبوية فضيلة هذه الليلة المباركة التي رزقنا الله تعالى فيها العفو والمغفرة، بقول الله سبحانه وتعالى : « وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ » ، آل عمران:133، 134.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان، فعن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال : قلت يا رسول الله : لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: « ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شـهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم » .
يحمل شهر شعبان في طياته العديد من الأفضال والنعم، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم « يصوم حتى نقول لا يُفطر ويُفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان ».
وافقت ليلة النصف من شعبان تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة بالعام الثاني من الهجرة، ما يجعلها ليلة مليئة بالقيم والمعاني، وحافزا للمسلمين للتوبة والإكثار من الدعاء والاستغفار لعلَّ الله يغفر خطايانا جميعًا.
كلمات البحث :دعاء;شعبان;ليلة النصف
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.