انطلقت خلال السنة الحالية العديد من المشاريع في مجال البيئة والتنمية المستديمة وذلك في نطاق برنامج وطني يشمل عدة ولايات وتقدر جملة الاستثمارات المقترحة لتنفيذ مختلف مكونات هذا المشروع ب68 مليون و337 ألف دينار.
كان لولاية بنزرت نصيب في هذه المشاريع البيئية من خلال إحداث مركز لخزن النفايات الصناعية وتحويلها وتركيز منظومة للتصرف المندمج في الفضلات الصلبة تشمل بالخصوص جمع الغازات وحرقها وغلق المصبات العشوائية وإعادة تهيئتها. وتتضمن المشاريع المقترحة إنجاز وحدة لتثمين النفايات من أجل إنتاج الطاقة بسوق الجملة وإعداد كراس شروط لتهيئة المصبات واستغلالها من قبل المستثمرين الخواص وإحداث محمية بحرية بجزيرة جالطة.
إلا أن مشروع الفضاء الصناعي بمنطقة « العزيب » أين سيتم إحداث منطقة صناعية تابعة لشركة القطب التنموي ببنزرت يجد معارضة كبيرة من لدن الجمعيات المعنية بالعناية بالبيئة وحماية المحيط مثل الجمعية التونسية للصحة والبيئة بمنزل بورقيبة والجمعية التونسية لعلوم البحار وإتحاد الفلاحين وأعضاء مشروع تربية الأحياء المائية بالبحيرة ورئيس مصلحة آليات وبرامج إزالة التلوث الصناعي و رئيس مشروع أفاق 20/20 وعدد آخر من ممثلين عن المجتمع المدني وبعض الأهالي الذين عبروا جميعا عن رفضهم لإنجاز هذا المشروع الذي سيمثل حسب اعتقادهم خطرا على التوازن البيئي في المنطقة الموجودة على ضفاف بحيرة بنزرت التي تمثل أولا مصدر رزق لعديد من العائلات والمناطق المحيطة بالبحيرة الممتدة إلى قنال بنزرت وبحيرة أشكل وذلك على مستوى صيد الأسماك وتربية المحار الذي يعتبر من أهم منتوجات البحيرة والتي يتم تصديره إلى خارج البلاد.
إضافة إلى وجود العديد من الكائنات البحرية النادرة داخل هذه البحيرة والتي بدأت تتضاءل تدريجيا في المواسم الأخيرة نظرا للتلوث الذي تشهده المنطقة الصناعية بمنزل جميل.
تغيير موقع المشروع
رغم ما سيوفره هذا المشروع من يد عاملة فقد أكد المتساكنون ومكونات المجتمع المدني على ضرورة تغيير موقع الفضاء الذي شهد انطلاق أشغال بناء مصنع للأقلام الجافة والذي يشغل حوالي 270 عامل في مرحلة أولى على أن يصل العدد إلى حوالي 700 عامل في مرحلة ثانية من بينهم 200 إطار وذلك حسب المشاريع المنتظر إنجازها في هذه المنطقة الجميلة والتي لابد من المحافظة على المكونات البيئية المتواجدة بمحيطها من خلال التهيئة العمرانية وعدم اللجوء إلى الاستثمار في الصناعات الملوثة والمضرة بالمحيط.
حافظ كندارة
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.
فعلا ولاية بنزرت بحاجة لمثل هذه المشاريع .. بعد ما عانته من سنوات التهميش في عهد بن علي