باحثون تونسيون وإيطاليون يطورون برنامجا لتشخيص أمراض المناعة الذاتية بالحاسوب +(فيديو)

نجح مجموعة من الباحثين من تونس وإيطاليا في ابتكار برنامج يمكن من تشخيص أمراض المناعة الذاتية عن طريق الحاسوب في إطار مشروع تعاون تونسي إيطالي ممول من قبل الإتحاد الأوروبي يحمل اسم « عايدة » AIDA.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا النجاح العلمي الذي ساهمت فيه تونس بشكل كبير، التقت صحيفة Tunisien.tn بمنسقة مشروع AIDA بتونس الدكتورة « أمال بن عمارة القعيد » الباحثة في علم المناعة والوراثة والأستاذة في جامعة العلوم بتونس.
وأوضحت « القعيد » خلال اللقاء، أن أمراض المناعة الذاتية تعتبر من أكثر الأمراض إنتشارا في العالم بعد أمراض القلب والأمراض السرطانية ويواجه الأطباء صعوبة في تشخيص هذه الأمراض واكتشافها وذلك لقلة أطباء الإختصاص في هذا المجال من جهة ولطبيعة هذه الأمراض التي تتميز بصعوبة تشخيصها وتمييزها عن بقية الأمراض، لذلك تم التفكير في تطوير برنامج حاسوب يساعد على تشخيص هذه الأمراض.
وأشارت الدكتورة « القعيد » إلى أن المشروع اعتمد بشكل كبير على بنك من صور التحاليل الخاصة بأمراض المناعة الذاتية حيث بلغ عدد الصور المعتمدة أكثر من 20 ألف صورة كأكبر قاعدة بيانات عمومية في مجال الفلورة المناعية الموجهة لأمراض المناعة الذاتية، ثم رقمنتها باعتماد برمجية متطورة ومختصة في قراءة الصور الملائمة لتشخيص أمراض المناعة الذاتية، وذلك باعتماد منظومات الذكاء الاصطناعي، لتمكين الحاسوب من تشخيص الأمراض بكفاءة مماثلة للطبيب المختص.
وأوضحت المسؤولة عن برنامج AIDA أن برنامج الحاسوب الذي تم تطويره نجح في مطابقة تشخيص الطبيب المختص في 74% من الحالات، مشيرة إلى أنه سيتم تطوير البرنامج ليطور من قدرته على التشخيص بأقل هامش من الأخطاء، مبرزة أن النتائج الأولية أثبتت ان هذا البرنامج قدم قراءات أفضل من قراءة الخبراء في مجال المناعة الذاتية، معتبرة أن هذا النجاح سيساهم في تسهيل وتسريع عملية تشخيص أمراض المناعة الذاتية والخفض من كلفتها.
وقالت الباحثة « أمال بن عمار القعيد » إنه إلى جانب استخداماته الطبية، فللبرنامج استخدامات دراسية حيث سيساهم في تكوين الباحثين في مجال أمراض المناعة الذاتية وتكوينهم على تشخيصها، مضيفة أنه بالرغم من وجود عديد من البحوث المماثلة في هذا المجال إلا أن هذا البرنامج فريد من نوعه في العالم حيث يتميز بأكبر قاعدة بيانات للصور.
وأوضحت منسقة كشروع AIDA أن هذا البرنامج كان ثمرة عمل فرق بحث تونسية وإيطالية من أطباء وباحثين من مختلف الهياكل الصحية بصقلية « تراباني و سياكا اقرقنتو و بوتسيري ولافارلا و بالارم وسيفيكو بالارمو » وبتونس « معهد باستور ومستشفى شارل نيكول ومستشفى عبد القادر مامي ».
وكشفت « القعيد » في نهاية حوارها مع Tunisien.tn أنه يتم انشاء شركة لإنتاج هذا البرنامج الطبي وتسويقه في جميع أنحاء العالم وهو ما سيسمح بتوفير مواطن شغل في تونس وفي إيطاليا، وسيعود بالنفع على تونس علميا وطبيا وإقتصاديا

كلمات البحث :أمال بن عمار عقيد;مشروع عايدة

نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.