بقلم الشيخ بشير طبابي
بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيـم ، إنّ الحمـد للّــه نحمــده ونستعيـنـــه ونستغفــره ونعـوذ باللّـــه مـن شـرور أنفسنـا وسيّئــات أعمـالنـــا ، مـن يّهـــده اللّـــه فــلا مضــلّ لـه ومــــن يضــلل فـــلا هـــادي لــه ، أشهـــد أن لا إلــه إلاّ اللّــه وحــده لا شــريـك لـه وأشهــد أنّ محمّــــدا عبــــده ورسـلــه وأمينــه علـى وحيـيــه وخيــرتـه مـن خلقــــه المبعــوث بالـدّيـن القـويــم والمنهـــج المستقيــــم ، أرسلـــه اللّـه تعـالـى رحمــــة للعـالميـن وإمـامـا للمتّقيــن وحجّـــــة علـى الخــلائــق أجمعيــن .
إخــوة الإيمــان يقــول اللّــه تعــالـى فـي محكــم التنــزيــل. بعــد أعــوذ باللّـه مـن الشيطـان الـرّجيــم بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيــم « وإذ آتينـا مــوسـى الكتـاب والفــرقــان لعلّكــم تهتــدون (53) وإذ قــال مــوسـى لقــومــه يـا قــومـي إنّكــــم ظلمتـــم أنفسكــم باتخاذكـــم العجــل فتــوبــوا إلــى بــارئكــم فاقتلــوا أنفسكــم ذلكــم خيــر لكــم عنــد بـارئكــم فتــاب عليكــم إنّــه هــو التــوّاب الـرّحيــم (54) » صـدق اللّـه العظيـم .
يقــول تعـالـى « وإذ آتينـا مــوسـى الكتـاب والفــرقــان » أي أذكــروا يـا بنــي إســرائيــل نعمتــي أيضــا حيــن أعطيــت مــوســى التــوراة الفـارقــة بيــن الحــقّ والبـاطــل وأيــدتّــه بالمعجــزات.
« لعلّكــم تهتــدون » أي لكــي تهــدوا بالتّــدبّــر فيهــا والعمــل بمــا فيهــا مـن أحكــام.
« وإذ آتينـا مــوسـى الكتــاب والفــرقــان » الكتــاب والفــرقـان . الكتــاب فهــو التــوراة وأمّـا الفـرقــان فقــد اختلــف العلمــاء . فقـال بعضهــم هــو مــرادف للكتــاب مــن بــاب التّــأكيــد وقــال آخــرون الفــرقـان هـي الأشيــاء الّتـي يفــرّق اللّــه بهـا بيــن الحــقّ والبـاطــل ولقــد علّمهـا الحــقّ تعـالـى لمــوسـى عليــه السّــلام وتطلــق هــذه الكلمــة علـى كــلّ مـا يفــرّق بيــن الحــقّ والبـاطــل. ولــذلــك سمّـى اللّـه يــوم بــدر يــوم الفــرقـان ثــمّ بيـــن تعـالـى كيفيّــة وقــوع العفــو فـي قــولــه تعـالـى « ثــمّ عفــونـا عنكــم«
بقــولــه « وإذ قــال مــوسـى لقــومــه يـا قــومـي إنّكــــم ظلمتـــم أنفسكــم » واذكــرونـي يـا بنـي إســرائيــل حينمــا قال موسى لقومه حين رجع مـن المــوعــد الّـذي وعــده ربّــه فراءاهــم قـــد عبـــدوا العجـــل « يـا قــومـي لقــد ظلمتــم أنفسكـــم باتخاذكـــم العجــل فتــوبــوا إلــى بــارئكــم » أي ظلمتــــم أنفسكــــم بعبــادتكــم العجــل . تــوبـوا إلـى مـن خلقكــم ورزقكــم.
« فاقتلــوا أنفسكــم » ليقتـــل البـــريــئ منكــم المجــرم « ذلكــم خيــر لكــم عنــد بـارئكــم » ذلكــم القتــل هــو نـزول عنــد أمــره سبحـانـه وتعـالـى ورضـا بحكمــه.
« فتــاب عليكــم إنّــه هــو التــوّاب الـرّحيــم » فإن فعلتــم ذلــك قبــل تـوبتكــم فإنّ اللّـه تعـالـى عظيــم المغفــرة واســع التــوبــة واللّــه ورســولــه أعلـــم والسّــــــلام عليكــــم ورحمــــة اللّــه تعــالـــى وبـــركـــاتــه .
كلمات البحث :سورة البقرة;من انوار التنزيل
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.