أشرف اليوم الثلاثاء، كل من رئيس الجمهورية « محمد المنصف المرزوقي » ورئيس المجلس الوطني التأسيسي « مصطفى بن جعفر » بقصر البلدية بالقصبة، على موكب توقيع « ميثاق شرف الأحزاب والتكتلات والمترشحين المستقلين المتعلق بانتخابات واستفتاءات الجمهورية التونسية » الذي أعده مركز الحوار الإنساني السويسري بالإشتارك مع الأحزاب التونسية لتنظيم العلاقة بينها خلال مختلف مراحل الإستحقاقات الإنتخابية.
وقد أكد رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذا الحدث يحمل أربعة دلالات هامة أولها فشل العملية الإرهابية الأخيرة في جبل الشعانبي والتي أرادت إثارة البلبلة بين الأحزاب التونسية وتعطيل المسار الإنتخابي، مبينا ان الدلالة الثانية للميثاق كونه لبنة اخرى من بناء صرح الديمقراطية في تونس باعتباره عقدا تاريخيا.
وأشار « المرزوقي » إلى أن توقيع الميثاق يبرز علاقة الشراكة والتعاون بين الدولة والمجتمع التونسي لبناء الدولة الديمقراطية، معتبرا أن الدلالة الأخيرة هي الإرادة الواضحة من كل الأطراف لإبراز أهمية الأخلاق في الحياة السياسية.
ومن جانبه اعتبر رئيس المجلس الوطني التأسيسي « مصطفى بن جعفر » أن ميثاق الشرف يبرز درجة الوعي الذي بلغته الطبقة السياسية التونسية وأهمية تغليب مبدأ التحاور بين جميع الأطراف السياسية للعمل من أجل مصلحة البلاد، مشيرا إلى أن تونس قطعت شوطا هاما على طريق استكمال مسار الانتقال الديمقراطي التي من المنتظر أن تكلل بتنظيم انتخابات تعددية وشفافة ونزيهة بمشاركة جميع الأطراف، متوجها بالشكر لمركز الحوار الإنساني على مساعدته لإنجاز هذا الميثاق.
هذا ويحوي ميثاق الشرف على عدد من القواعد التي تضبط العلاقة بين الأحزاب السياسية والناخبين خلال مختلفة مراحل الانتخابات من إنطلاق الحملة الانتخابية وإلى غاية الإعلان عن نتائجها، ومن اهم هذه القواعد إلتزام كل الأطراف المصادقة على الميثاق بتطبيق واحترام القوانين والقواعد والقرارات التي تنظم إجراء الانتخابات والتحلي بالصدق وحسن النية والإعتراف بسلطة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات وغيرها من الهيئات والسلطات المتدخلة في المسار الانتخابي.
وقد حضر خلال مراسم توقيع الميثاق كل من « النوري اللجمي » رئيس الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري، ورئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات « شفيق صرصار » الذي أكد في تصريح صحفي على أهمية تفاهم الأحزاب على أرضية أخلاقية موحدة للتعامل خاصة وأن الهيئة تعمل على انجاز مدونة سلوك تعمل في نفس هذا المسار ليقع توزيعها على جميع الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن الميثاق يحمل العديد من المبادئ الهامة وعلى رأسها نبذ العنف ومنع الاستعمال السيء للموارد العمومية مطالا بضرورة تفعيل هذه المبادرة لدورها في حماية العملية الانتخابية.
وقد حضر كذلك ممثلو الأحزاب السياسية التي وافقت على التوقيع على ميثاق الشرف وهي أفاق تونس وحزب الاصلاح والتنمية وحزب التحالف الديمقراطي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحزب التيار الديمقراطي وحزب تيار المحبة وحزب الثقافة والعمل والحزب الجمهوري وحركة الشعب والحزب الشعبي التقدمي وحزب العمال وحزب العمل التونسي وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب المجد وحزب المبادرة وحزب المسار الديمقراطي الإجتماعي وحزب الحركة الوطنية وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وحزب نداء تونس وحزب حركة النهضة وحزب حركة وفاء.
ومن جانبه قال الأمين العام لحزب المسار الديمقراطي « سمير بالطيب » في تصريح لـ « Tunisien.tn » أن ميثاق الشرف هو مجهود مشترك بين مختلف الاحزاب وقد تطلب عملا كبيرا، مشيرا إلى أن الأهمية تكمن في احترام الميثاق وعدم التنكر له كما وقع مع الميثاق الذي سبق انتخابات 23 أكتوبر 2011 حيث أخل جزء من الأحزاب بإلتزاماته، مؤكدا على ضرورة أن تضغط مختلف الأطراف حتى يقع تفعيل الميثاق الحالي.
وفي نفس السياق بينت « مية الجريبي » الأمينة العامة للحزب الجمهوري أنه بالرغم من وجود قانون إنتخابي يضبط قواعد إجراء الانتخابات ويلتزم الجميع بتنفيذه، إلا ان البداية الصعبة للمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس تقتضي الإستعانة بمبادرات المجتمع المدني وتجارب الأخرين وبالدستور أيضا لتلافي الأخطاء والخروقات التي وقعت في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، لدفع الأحزاب لإحترام ميثاق الأخلاق السياسي.
كلمات البحث :الأحزاب السياسية;الانتخابات;ميثاق شرف
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.