كشفت امس الخميس، وزارة التربية عن أسباب إلغائها لنظام التدريس وفق نظام الفرق في المدارس الابتدائية، والذي يتمثل في تجميع مستويين تعليميين أو أكثر في المرحلة الابتدائية (سنة أولى وثانية أو سنة ثالثة ورابعة أو سنة خامسة وسادسة وأحيانا ثلاث مستويات تعليمية) في فصل واحد يدرسهم مدرّس واحد مجتمعين في قاعة واحدة في نفس الحيّز الزمني (نفس حصّة التدريس).
وقالت الوزارة إن هذا الإجراء معمول به منذ فجر الاستقلال ويتمّ اللجوء إليه عادة في المدارس ذات الكثافة المنخفضة جدّا (التي تضم عددا محدودا من التلاميذ). مشيرة إلى ان كلّ المدارس التي تعمل بهذا النظام (البالغ عددها 647 مدرسة) في المناطق الريفيّة التي تتسم بتشتتها السكاني وتباعد تجمعاتها السكانيّة وتتركّز في المناطق الداخلية وخاصة منها ولايات سليانة والكاف والقصرين وسيدي بوزيد وقابس وقفصة والتي تظم مجتمعة ما يزيد عن 56 % من مجموع هذه المدارس.
وقالت الوزارة إنه نظرا للموقع الجغرافي لمدارس الفصول ذات الفرق وخصوصيات محيطها الاجتماعي والاقتصادي (فقر وبطالة وانعدام مرافق…) فإنّ التلميذ الذي يدرس فيها يقطع عادة مسافات طويلة على الأقدام في محيط جغرافي صعب (مناطق ريفية، أودية، جبال، مسالك فلاحية وعرة، غابات…) للوصول إلى المدرسة هذا مع غياب مقومات تغذية سليمة وصحية، مما يؤثر سلبا على مكتسباته ومردوده الدراسي ويعجّل بمغادرته لمقاعد الدراسة.،هذا مع العلم كذلك أنّ حظوظ النجاح في الدراسة بتفوّق ومن ثمّة الدخول إلى الكليات والجامعات الكبرى (طبّ وهندسة وغيرها…) تكاد تنعدم بالنسبة إلى الدارسين في هذه المدارس. وهو ما يمسّ بجوهر مبدإ الإنصاف وتكافؤ الفرص الذي تسعى الوزارة لتكريسه باعتباره مبدأ دستوريا.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن كلّ المدارس التي تعمل بنظام الفرق تسجل معدلات رسوب وانقطاع تعدّ الأرفع في الجمهورية.
وأكدت الوزارة انها بعد التخلي عن العمل بهذا النظام ملتزمة بتأمين مستلزمات خدمات الاسناد الضرورية من نقل مدرسي وأكلة مدرسية ومبيتات وبتوفير الموارد البشرية اللازمة .
كلمات البحث :التدريس بنظام الفرق;التعليم الابتدائي;وزارة التربية
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.