ألقى وزير المالية الأسبق محمد نزار يعيش خلال الأسبوع الجاري، كلمةٍ افتتاحية في فعالية Barcelona +30 أمام 50 خبيراً وصانعي قرار من أكثر من 10 دول، باستضافة Konrad-Adenauer-Stiftung وIEMed وSALMA Dialogue وFoment del Treball Nacional.
وقد تولى الوزير خلال المداخلة تقديم تحاليل وأرقام ومقترحات في عدد من المجالات، على غرار ضرورة استباق التغيرات العالمية الكبرى وتأثيرها على منطقتنا ومنها الجغرافيا السياسية، التكنولوجيا، المالية العالمية، الديموغرافيا، المناخ وغيرها ، مشددا على وجود حاجة ملحّة لاستباق آثارها على منطقتنا في سياق تضييق الموازنات مع إرتفاع الدَّين العام.
كما أكد الوزير على ضرورة الثبات على المبادئ و القيم و سيادة القانون والتعاون الدولي والسلام وحقوق الإنسان في عالم يتفاقم فيه منطق القوة كل يوم .
وأشار الوزير إلى وجود جرائم كبرى من قوة الإحتلال و إرادة فرض واقع جديد، مبرزا بأنه لا يمكن لهذه الجرائم أن تتم لولا الدعم الخارجي المباشر و غير المباشر، مشددا على أنه يجب الإنتهاء من ازدواجية المعايير فلا بناء و لا ثقة دون عدالة و إنصاف أصحاب الحق.
وتطرق الوزير إلى ضرورة دعم منظومة الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الوحيد القادر على معالجة المخاطر العابرة للحدود والتحديات العالمية مع جعل المتوسّط جسراً بين الشمال والجنوب و إفريقيا و الاستثمار المشترك مع إفريقيا على أسس عادلة.
ودعا الوزير إلى تمكين القطاع الخاص من آليات جديدة في ظل تصاعد الدَّين العام بخفض المخاطر على الاستثمارات، ونشر أدوات تمويل مبتكرة وعادلة بما يتيح نمواً مسؤولاً وفرص عمل جديدة، فضلا عن بناء ممرّات للطاقة النظيفة من المغرب الكبير إلى أوروبا و دعم « المشاريع الكبرى » القابلة للتمويل لا سيما في تونس لتصدير طاقة نظيفة بأقل تكلفة، مع تعزيز الصناعة المحلية وبناء القدرات.
سعدت للغاية بالتجاوب الكبير لهذه الأفكار والمقترحات و بدعمٍ واسع بين الخبراء الحاضرين خلال الأيام الماضية وهو ما يحمل إشارة تفاؤل بالمستقبل رغم التحديات.
ووفقا لما أكده الوزير فإن اللقاء صادف أن انعقد بعد يومين من انطلاق أسطول الحرية من نفس المكان وهو برشلونة، مشيرا إلى أن هذا تذكيرٌ بأن « المتوسّط ليس ممرّاً للتجارة والطاقة فحسب، بل هو ممرّ للضمير أيضاً. وبينما ترسم تلك القوارب خطاً من الأمل فوق الماء، أثمن عمل كل الخبراء و صانعي القرارات لصياغة سياسات تجعل ذلك الأمل مستداماً. »

كلمات البحث :تجارة;ضمير;نزار يعيش
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.