من أنوار التنزيل 26 : الآية 40 من سورة البقرة

اخر تحديث : 13/07/2014
من قبل | نشرت في : الدين,تونس

سورة البقرة

بقلم الشيخ بشير طبابي

الحمــد للّــه رب العالميــن يسمــع دعـــاء الخلائــق ويجيـــب يؤنــس الوحيــد ، ويهــدى الشريــد ، ويذهــب الوحشــة عــن الغريــب يغفــر لمــن استغفــره ، ويرحــم مــن استرحمـــه ، يستــر العصـــاة ، ويمهـــل البغـــاة ، ومــن تــاب منهـــم قبــل تــوبتــه . مـن أطاعــه تـــولاه ، ومن غفــل عنــه لا ينســاه ، وأشهــد أن لا إلــه إلا اللّــه وحــده لا شريــك لــه المهيمـــن والرقيـــــب . مــن تبــع شرعــه والاه ، ومــن تقــرّب إليــه فــاز بالتقريــب . مــن أوى إليــــه آواه ، ومــن استحيـــا منه فليـــس عليــه تثريـــب . مــن توكّــل عليــه كفـــاه ، و مـن التجــأ إليــه فالفــرج قريــب . وأشهـــد أن سيدنـــا محمّـــدا عبــده ورسولـــه المقــرّب والحبيــب . خلقـــه نعمــة ، ومبعثـــه رحمــة ، وشمـــس سنتـــه لا تغيـــب . مــن سلّـــم عليــه رد عليــه السّــلام ، ومــن صلّـــى عليــه فهـــو مـــن الجنــــة قريــــب . مــــن رآه فــــى المنـــام فقـــــد رآه ، ومـــن بايعـــه فقــــد بايــع اللّــــه ، ومـــن دعـــا عنـــد قبــــره أجيــــب . اللّهــمّ صـلّ وسلّـــم وبــارك عليــه عــدد مــا وسعـــه علـــم الحســـاب . و علــى الصحـــب و الآل و كــلّ مـــن انتســــب إليـــه مـــن بعيــد أو قريــــب .
يقــول اللّـه تعـالـى بعـد أعـوذ باللّـه السّميـع العليـم مـن الشيطــان الـرّجيــم « يبنــي إســرائيــل اذكــروا نعمتــي الّتـي أنعمــت عليكــم وأوفــوا بعهــدي أوفـــي بعهـــدكــم وإيّـــاي فــارهبــون (40) » . أحبّتــي فـي اللّــــه إنّ جميــع الآيــات السّـابقـــة مـن أوّل ســورة البقـــرة إلـى الآيــة التّـاسعــة والثّــلاثيــن مـن هــذه السّـــورة كـانــت تحـــدّث حــول إثبـــات وجــود اللّــه ووحدانيــــة ، والأمــر بعبـــادتـــه وأنّ القــرآن كــلام اللّــه المعجـــز وبيــان مظــاهــر قــدرة اللّــه لخلـــق الإنســـان وتكــريمـــه وخلـــق السّـمــاوات والأرض ، ومــوقــف النّـاس مـن كــلّ ذلــك وانقســامهـــم إلـى مــؤمنيــن وكـافــريــن ومنــافقيــن .
ثـــمّ يقــول اللّـه تبــارك وتعـالـى بعــد ذلــك متــوجّهـا إلـى اليهــود « يـا بنــي إســرائيــل اذكــروا نعمتــي الّتــي أنعمــت عليكــم » ، يبــدأ اللّــه تبــارك وتعــالـى فـي هــذه الآيــات بمخـاطبــة الشّعــوب الّتــي ظهــرت فيهـا النّبــوّة . فبـــدأ باليهـــود لأنّهــم أقــدم الشّعـــوب ذات الكتـــب السّمـاويّـــة ولأنّهـــم كـانـوا أشــدّ النّــاس عــداء للمــؤمنيــن، مــع أنّهـــم أولـى النّـاس بالإيمـــان وبخــاتــم الـرّســل محمّــدا صلّـى اللّــه عليــه وسلّـــم.
لــذلــك ذكّــرهــم اللّــه تعـالـى بنعمـــه الكثيـــرة الّتـي أنعــم بهـا عليهــم ،وذكّــرهــم بالعهــد المــؤكّــد معهــــم علـى التّصــديــق بنبــوّة محمّــد صلّـى اللّـه عليــه وسلّــم.
وتنــوّع أسلــوب القــرآن بخطــابهــم تـارة بالمنايلــة وتـارة بالمــلاطفــة ، وتــارة بالتخــويـف والشــدّة وأحيــانـا بالتــذكيــر بالنّعــم وطــورا بتعــداد جــرائمهـــم وقبــائحهـــم وتــوبيخهـــم علـى أعمـالهــم وإقــامــة الحجّــة عليهــم .
يقــول اللّــه تعـالـى « يـا بنــي إســرائيــل » يـا أولاد النّبــيّ الصّـالــح يعقــوب عليــه السّــلام.
« أذكــروا نعمتــي الّتــي أنعمـــت عليكـــم » أي أذكــروا مـا أنعمــت بــه عليكــم وعلـى آبائكـــم مــن نعـــم لا تعــدّ ولا تحصــى.
« وأوفــوا بعهــدي » أي أدّوا مـا عـاهــدتمــوه علــيّ مـن الإيمــــان والطّــاعــة.
« أوفـــي بعهـــدكــم » أي بمـا عـاهــدتّكــم عليـــه مـن حســن الثّـــواب .
« وإيّـــاي فــارهبــون » أي أرهبــوني واخشـــونــي دون غيـــري


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.