تقع ولاية جندوبة وهو اسم من أصل بربري يتكون من كلمتين الأولى جن و معناها « سوق » و الثانية دوبة و معناها « قمح » ، في أقصى الشمال الغربي لـلجمهوريّة التونسيّة و تحتلّ بذلك موقعا متميّزا حيث توجد على الضفة الجنوبيّة لنهر مجردة المنحدر من جبال ســوق أهراس بالجزائر. وتتميّز باتساع سهولها و جودة تربتها وخصوبتــها و تنوّع فلاحتها وإنتاجها الزراعي الوفير و بمناطقها السقويّة الشاسعة و المتعدّدة.
مدينة طبرقـة لؤلؤة سواحل تونس
تقع مدينة طبرقة على بعد 220 كم شمال غرب تونس العاصمة تشتهر بالغطس و بها احد اشهر السواحل المرجانية بالعالم و ميزتها انها تجمع بين الجبال و الغابات و البحر و الثلوج قلاع ومبان تراثية.. منار تاريخي يعانق الماء.
وطبرقة مدينة عريقة أسسها الفينيقيون منذ 2800 عام، تحت اسم « ثابركة » « بلاد العليق أو موطن الظلال » . عرفت طبرقة عصور من الازدهار طيلة القرن الثالث والرابع الميلادي، عندما كانت المراكب الرومانية تحمّل عبرها الفلين والرخام والحبوب. وبين 1540 و1741 خضعت المدينة إلى هيمنة « جمهورية جنوة »، وحكمتها عائلة « لوميليني » الإيطالية الثرية، التي عرفت بالتجارة، وكان أشهر ما أنجزته هذه العائلة هو الحصن الضخم فوق جزيرة صغيرة قرب المدينة.
وتتميز مدينة طبرقة الحالية على بقيّة المدن التونسية، بمنازلها البيضاء والزرقاء، ذات الأسقف المكسوّة بالقرميد الأحمر، وكذلك بشاطئها الجميل الممتد بين الغابة والجبل في سلسلة من الكثبان الرملية والخلجان الصخرية، ولذا يجد هواة الغوص في أعماق البحر خير ميدان لممارسة هواياتهم، ولكل هذا يستقبل مطار طبرقة ما يزيد عن ربع مليون زائر كل عام.
عين دراهم
تقع فى المرتفعات تجعلها اول من تستقبل الثلوج فى البلاد التونسية و ترتفع المدينة 1000 متر فوق سطح البحر و تغطي الثلوج كل فصل شتاء جبال الشمال الغربي و قد سجلت عين دراهم رقما قياسيا في تونس من حيث سماكة الثلوج التي وصلت قرابة المترين سنة 2005 و طمرت اجزاء كبيرة من المدينة تحت الثلوج .
ولأجل ذلك كانت وما تزال عين دراهم قبلة عشاق اللون الابيض الثلجي شتاء من سكان تونس شمالا وجنوبا ،شرقا وغربا مستمتعين باللعب بكرات الثلج رغم قسوة المناخ وبرودة الطقس التي لا يمكن احتمالها لكن دفء قلوب اهلها المضيافين ينسيك القر لتستمر في اكتشاف مشاهد طبيعية خلابة لا يمكن ان تتوفر الا بعين دراهم العالية.
اما صيفا فالمدينة تتحول الى منتزه غابي يستطيب فيه المقام لاعتدال جوها حتى انك تضطر أحيانا للتدثر بملابس إضافية حين حلول الليل العليل بها والاجمل من كل هذا انه بإمكانك ملامسة السحاب بيديك نتيجة الارتفاع الذي تعرفه المنطقة وقراها الجميلة .
بلاريجيا
تقع مدينة بلاريجيا الأثريّة شمال مدينة جندوبة وعلى مسافة 8 كم منها وبالتحديد على سفح جبل ربيعة. وتعتبر بلاريجيا من أشهر المدن في العهود القرطاجنية والرومانيّة والبيزنطيّة والتي تدل آثارها القائمة إلى اليوم على تاريخها وثرائها وشموخ حضارتها.
ويرقى تاريخ « بلاريجية » إلى أواخر القرن الخامس وبداية القرن الرابع قبل الميلاد وقد كشفت الحفريات التي قام بها الدكتور « كرتون » حوالي سنة 1900 بالبعض منها عن آثار قيمة للغاية مثل التماثيل والسوق والحمام والكنيسة والمسرح والمنازل التي تحت الأرض، وتمتاز هذه الآثار بفسيفسائها الرومانيّة التي زخرفت بها أرضيّة هذه المباني وجدرانها؛ وقد رسمت بها لوحات عجيبة تحكي جوانب من حياة عصرها. وقد اتخذت منها تماثيل وقطع أثرية وضعت بالمتحف الوطني. وببلاريجيا عين جارية عذبة مازالت مياهها إلى اليوم دافقة وكانت قبل جلبها في القنوات إلى مدينة جندوبة تنساب في حقول منخفضة تسمى شط الحمام مكونة بحيرة كبيرة من الأمطار.
إنّ هذا المحيط الثري بمناظره الطبيعيّة ومعالمه الأثريّة كفيل بأن يجعل من جندوبة ياحيّا وخصوصا في فصل الربيع.
شمتو
ومن المعالم الأثرية الهامّة أيضا شمتو التي كشفت الحفريات المتواصلة فيها عن معالم نادرة كالمقبرة النوميديّة التي تمّ العثور عليها تحت مستوى ساحة من العهد الروماني وقد وقع استعمالها من القرن الخامس إلى منتصف القرن الأوّل ق م. وتقع شمتو على مسافة 20 كم غرب المدينة وهي مدينة بربريّة تعاقبت عليها نفس الحضارات التي عرفتها بلاريجيا وتتميّز بالمعالم الفريدة من نوعهأ مثل الهضبة المقدسة والجسر الحجري على وادي مجردة وقد اشتهرت برخامها الأصفر.
كما توجد بهذه المنطقة المخلفات الأثريّة لوسط المدينة في العهد الروماني مثل الساحة العمومية وبناية البازيليك المدنيّة وحنفية ضخمة وقوس نصر ودكاكين وساحة صغيرة. وتوجد في بقيّة الموقع أثار متناثرة للمباني المعهودة فــي كل مدينة من العهد الروماني: المسرح والمدرج والسوق والحمام والحنايا. ويوجد بها الآن متحف أثري يضمّ مجموعة هامّة من القطع الأثريّة النادرة.
حديقة الفايجة
تغطي الحديقة الوطنية بالفايجة مساحة 2632 هكتارا وتقع في الشمال الغربي للبلاد التونسية على بعد 195 كيلومترا من العاصمة ، وقد أحدثت في جوان 1990.
ويعيش في هذه الحديقة حوالي 25 نوعا من الثدييات نذكر من أهمها الأيل البربري والخنزير الوحشي والثعلب وابن آوى والقط الوحشي والأرنب البري والقنفد والخفاش والنمس… وكانت أسود الأطلس تعيش في هذه المنطقة ، وقد قتل آخرها عام 1888 ، كما اختفى الدب الأسود من الفايجة منذ مائتي سنة.
أما الطيور فقد أحصي منها أكثر من سبعين نوعا ، ومن أكثرها انتشارا القرقب والنقّار والبومة والوقواق الرمادي والصقر الكونج والهدهد المخطّط… كما يوجد في الحديقة 12 نوعا من الزواحف والبرمائيات وأصناف كثيرة من الحشرات ، الى جانب سرطان المياه العذبة الذي يعيش في أودية الحديقة.
كلمات البحث :جندوبة;مبادرة بلادي المزيانة
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.