مبادرة بلادي المزيانة: عاصمة الأغالبة « القيروان » (فيديو)

اخر تحديث : 02/06/2014

القيران
تعتبر مدينة القيروان من اهم المدن التونسية نظرا لتاريخها وبعه الحضري ويعود سبب أهميتها إلى دورها الاستراتيجي في الفتح الإسلامي فمنها انطلقت حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وافريقيا بالإضافة إلى أنها تحوي على قبور عدد من صحابة رسول الله « محمد عليه الصلاة والسلام » و يطلق عليها الفقهاء « رابعة الثلاث، » بعد مكة والمدينة المنورة و القدس.
وتعد القيروان قرابة 120 ألف نسمة، وتحدها من الشرق ولايات سوسة والمهدية وصفاقس ومن الجنوب سيدي بوزيد وشرقا سليانة وشمالا زغوان، وتتكون المدينة الحديثة، من القصبة حيث المركز الإداري ومنازل الأعيان المحلّين ومن الأسواق ويتكون وسط المدينة من شارع الجمهورية وشارع ثورة 14 جانفي 2011 في المدينة العتيقة وساحة الشهداء عند باب الجلادين حيث يوجد في هذه الشوارع كافة المرافق من مدارس ومعاهد ومعاهد عليا ومقاهي ومحلات الملابس الفاخرة والادارات العمومية والمكاتب والبنوك والنزل ومحلات المأكولات السريعة والتقليدية خاصة أكلة « الكفتاجي » الشهيرة…..
وقد أسس القيروان « عقبة بن نافع » الذي قام بفتحها سنة 50 هجري 670 ميلادي وقد قام بالدعاء لها بعد غتمام فتحها عندما قال « اللهم املأها علما وفقها، وأعمرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك وذلا لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام.
فلما أرسى عقبة بن نافع قواعد مدينته الجديدة، لم يكن يدري وهو يدعو ربّه ليمنعها من جبابرة الأرض ويملأها فقهاً وعلماً ويجعلها عزّاً للإسلام ، إلا أنه استراتيجياً كان موفَّقاً في اختياره، فالقيروان توجد على مسيرة يوم من البحر الذي كان البيزنطيون يسيطرون على عبابه، وهي تبعد بمثل ذلك عن الجبال، حيث كانت آنذاك تعتصم القبائل البربرية المناوئة للإسلام، وتمثل القاعدة المحدثة رأس الحربة وسط خط المواجهة المتخذ بين المسلمين والبيزنطيين، بعد انهزام ملكهم جرجير في سبيطلة أمام جيوش معاوية بن حديج سنة 45 هـ، 665 م وتراجع سلطانهم وانحصاره في شمال البلاد.
وتتميز القيروان بمساجدها الذي يعتبر أبرزها جامع عقبة ابن نافع الذي أسسه عقب فتح القيروان ولقد بدأ المسجد صغير المساحة، بسيط البناء، ولكن لم يمض على بنائه عشرون عاما حتى هدمه « حسان بن نعمان الغساني » وأقام مكانه مسجدا جديدا أكبر من الأول. وفي عهد الخليفة « هشام بن عبد الملك » أمر بزيادة مساحته، وأضاف إليه حديقة كبيرة في شماله، وجعل له صهريجا للمياه، وشيد مآذنه. وفي عام 155 هـ / 724 م أعيد بناؤه على يد « يزيد بن حاتم » ، وظل على حاله هذه إلى أن تولى « زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب » إمارة إفريقية عام 201 هـ / 817 م فزاد فيه.
ولقد سارت التوسعات في العصور المختلفة حتى أصبح يشغل اليوم مساحة مستطيلة تتراوح أضلاعها ما بين (70 و122) مترا. ويعتبر جامع القيروان من أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية، كما كان هذا المسجد ميدانا للحلقات الدينية والعلمية واللغوية التي ضمت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر.
وتحوي القيروان على غرار سائر المدن التونسية عديد المعالم الأثرية التي تشهد على تاريخها ومخزونها الثقافي وفيما يلي قائمة ابرز رموز المدينة:
- جامع عقبة الذي يعتبر من أروع شواهد العمارة الإسلامية في المغرب العربي، كان يعتبر أكبر جوامع المغرب العربي حتى أواخر القرن 20 تاريخ بناء جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء.
- القصبة
- مقام الصحابي أبي زمعة البلوي وهو من أهم المزارات الدينية في تونس.
- مقام سيدي عبيد الغرياني
- مقام سيدي عمر عبادة
- بئر بروطة
- فسقيات الأغالبة
- جامع الأبواب الثلاثة
- المتحف الوطني للفنون الإسلامية برقادة
- سور المدينة: أبواب السور(باب الجلادين وهو الباب الرئيسي والاكثر حركية، باب تونس: ثاني أهم الأبواب، الباب الجديد: قبالة مسجد الزيتونة، باب الخوخة وهو الباب المؤدي إلى مسجد عقبة بن نافع، باب لِلاَ ريحانة وهو يؤدي إلى المسجد أيضا ويقع عند مقام سيدي السيوري
- الأسواق : سوق الربع حيث يباع سجاد القيروان الشهير (الزربية)، سوق البلاغجية حيث تصنع وتباع الاحذية والسروج، سوق الجرابة حيث تنسج وتباع الاقمشة والاغطية ولوازم صناعة السجاد, سوق العطارين حيث تباع العطرات والبخور ولوازم الأعراس, سوق النحاسين حيث تصنع وتباع آواني النحاس, سوق الخضراوين…


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.