تحيي تونس اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2014، الذكرى 51 للجلاء العسكري للقوات الفرنسية عن بنزرت سنة 1963 بعد مواجهة عسكرية غير متوازنة أسفرت عن مجزرة رهيبة في صفوف التونسيين وسقوط أكثر من ألف قتيل باختلاف الروايات.
وتعتبر ذكرى الجلاء محطة هامة في تاريخ تونس، استرجعت بموجبها تونس سيادتها الكاملة على ارضها، حيث لم يتوقف النضال عند اعتراف فرنسا باستقلال البلاد في 20 مارس 1956 بل تواصل النداء من اجل الحصول على السيادة التامة خاصة بعد تمسك فرنسا بحضور عسكري في عدة مناطق من البلاد من اهمها مدينة بنزرت التي تتميز بموقعها الاستراتيجي بجنوب مضيق مسينا الفاصل بين حوض المتوسط علاوة على تمسكها بالمحافظة على اراضي المعمرين الزراعية بأخصب الارياف التونسية.
وقد دامت معركة الجلاء سنوات من يوم الاستقلال الى إجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن يوم 15 أكتوبر 1963، وقد بدأت المعركة يوم 8 فيفري 1958 يومٌ شنت فيه طائرات الجيش الفرنسي قرب الحدود التونسية الجزائرية هجوما جويا عنيفا على قرية ساقية سيدي يوسف من محافظة الكاف باستعمالها 11 طائرة « بـ 26″ و6 طائرات « كورسار » و8 طائرات « مسترال ».
وعقب ذلك، خرجت مظاهرات حاشدة منادية بالجلاء والكفاح والسلاح ليبدأ الصراع لكسب معركة الجلاء برمادة في 3 جويلية 1958 ثم صفاقس يوم 6 جويلية 1958، تلته مغادرة الجيوش الفرنسية من ثكنة قفصة يوم 21 جويلية 1958، فقابس ومدنين يومي 30 أوت 1958 وغيرها من المدن التونسية الأخرى.
وفي أوائل شهر جويلية من سنة 1961، بدأ الجيش الفرنسي المرابط في بنزرت ومناطقها المجاورة، أشغالا عسكرية جديدة ذات صبغة استراتيجية، في قاعدة بنزرت، ما أسفر عن خروج مظاهرات عكست غضب الشارع التونسي، يوم 6 جويلية ببنزرت ويوم 7 من نفس الشهر.
كما قام جيش الاحتلال بتعزيز جنود المظلات والطائرات والبوارج الحربية وحاملاتها ليقوموا من 19 الى 22 جويلية بمعارك القتال بين القوات الفرنسية والجيش الوطني والحرس والمتطوعين ببنزرت.
حيث أمطرت الطائرات الفرنسية مدينة بنزرت بوابل من القذائف بصفة عشوائية، سقط خلالها العشرات من الشهداء في ساحات الشرف دفاعا عن حرمة تونس، ومن ذلك اليوم بدأت عمليات الترتيب للجلاء النهائي ، حتى حل يوم 15 أكتوبر 1963، يوم مغادرة آخر وحدات الجيش الفرنسي التراب التونسي عبر بنزرت.
وبذلك كان جلاء الجيش الفرنسي عن بنزرت في 15 أكتوبر 1963 تتويجا لنضال تونس من اجل السيادة التامة.
كلمات البحث :الأراضي التونسية;جندي;عيد الجلاء
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.