رئيس الحكومة : « سيتم تدعيم اللامركزية الثقافية باعتبارها جوهر ديمقراطية الثقافة »

عبر رئيس الحكومة « مهدي جمعة » صباح اليوم السبت 29 مارس 2014 ، على اثر اللقاء الذي جمعه بدار الضيافة « بقرطاج » بعدد كبير من المثقفين والمبدعين والفنانين في مختلف المجلات ، عن سعادته بهذا اللّقاء وتأكيده على دور النخب في مختلف المجالات في اشاعة قيم الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية.
وأكد رئيس الحكومة على إثر هذا اللقاء على أهمية المثقفين ودورهم في بناء تونس الجديدة، مضيفا أن هذا الدور لا يمكن أن يتحقق ما لم تُطرح على بساط الدرس والإنجاز قضايا محورية نظرا لأهميتها وأهمية التشاور بشأنها ، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة في هذا الميدان الحيوي والاستراتيجي ترتكز على تفعيل ما جاء في دستور البلاد الجديد من حق كلّ مواطن في الثقافة بمعناها الواسع، وحقّه في ملكية ما ينتجه ويبدعه .
وفي هذا السياق، أفاد « جمعة » أن الدولة لا تصنع الثقافة، ولكنها مؤتمنة على توفير المناخ الذي يساعد على الإنتاج الفكري والأدبي والفنّي، ووضع الضمانات التي تحميه وتمكّن من وصوله إلى كافة فئات الشعب وإبرازه إلى الخارج لتثبيت مساهمة بلادنا في الحضارة الكونية، وتبقى الحرّية من أهمّ هذه الضمانات باعتبارها أساس الإبداع.
كما أشار رئيس الحكومة ، إلى أنه سيتم النظر في الآليات المعتمدة حاليا في إطار دعم الانتاج الثقافي ليستفيد المبدع والمتلقي منه كما سيتم العمل على تدعيم اللامركزية الثقافية باعتبارها جوهر ديمقراطية الثقافة مع تأهيل المؤسّسات حتى تتمكن من تطوير أدائها والارتقاء بمضامين أنشطتها وتوسيع مجالات إشعاعها، عبر إدراجها، مثل بقية الهياكل الثقافية، على غرار مدينة الثقافة ، في سياق منظومة إلكترونية متطوّرة لتعزيز هذه الثقافة التي فرضت واقعا جديدا وملزما.
هذا وشدد رئيس الحكومة، على أن الدولة ستعيد هيكلة التظاهرات الثقافية لتساعد على ترويج الإبداعات والتعريف بخصوصياتنا الثقافية مع احتضان الثقافات الأخرى واستيعابها، عبر وضع خطة عملية لتثمين تراثنا الزاخر، المادي منه وغير المادي، وبالتالي توظيفه توظيفا محكمًا في الدّورة الاقتصادية للبلاد وفي إثراء منتوج السياحة الثقافية.
هذا ولقي هذا اللقاء استحسان المثقفين والمبدعين الحاضرين ، حيث عبروا عن الدور الذي تلعبه مثل هذه اللقاءات في التشاور والنقاش في جملة القضايا التي تشغل أهل الثقافة والفن والإبداع.