منال بوهاني – بن عروس
نظمت مؤخرا، جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس بالتعاون مع جمعية خضراء للدفاع عن الموارد الطبيعية بتونس ندوة علمية بعنوان « الغاز الشيست و الموارد المائية » برواق المكتبة الجهوية ببن عروس و ذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة بحضور السيدة « فتحية شعبان » رئيسة جمعية احباء المكتبة والكتاب ببن عروس والاستاذ « سالم بن يحيى » رئيس جمعية خضراء للدفاع عن الموارد الطبيعية بتونس و ثلة من المثقفين .
استهل الاستاذ « سالم بن يحيى » مداخلته ابالتعريف بمفهوم غاز الشيست الذي اثار جدلا وتأثيراته السلبية . فغاز الشيست هو غاز طبيعي له نفس مكونات الغاز المصاحب لخام البترول او الغاز الموجود في المكامن التقليدية و الغاز مثل خام البترول متكون من هيدروكربوناب و يحتوي احيانا على بعض الشوائب مثل ثاني اوكسيد الكربون او الغاز الكبريتي و يسمى الطبيعي الموجود في صخر الشيست بغاز الشيست
أما عن كيفية استخراج غاز الشيست من جوف الارض فقد بين الاستاذ سالم بن يحيى انه يتم حفر ما يشبه المجرى الكبير داخل جوف الأرض ثم يقع من خلال ذلك إنزال المياه الجوفية (الموجودة على بعد حوالي 800 وألف متر من سطح الأرض) بقوة الضغط إلى مسافات 4 كم حيث الصخور الضخمة ثمّ يقع زرع أنواع من المتفجرات والمواد الكيمياوية الخطيرة والمسرطنة رفقة تلك المياه المضغوطة بما يجعل المياه العميقة تنزل لملئ الفراغات المحدثة ورفع الغاز إلى الأعلى وهو ما يمكن بصفة آلية من استخراج غاز الشيست بالقوة على سطح الأرض.
و أشار الاستاذ بن يحيى الى حجم المخاطر التي قد تترتب عن استخراج غاز الشيست من جوف الارض وابرزها تشوه المخلوقات بسبب المواد الكيمياوية التي يقع زرعها في باطن الأرض والتي ستختلط فيما بعد بالمياه الجوفية مبينا أن الحكومة التونسية منحت رخصة لشركة « شال » لاستخراج هذا الغاز من جهة القيروان وهو ما يمثل خطرا كبيرا على حياة التونسيين، في حين ان فرنسا ألغت مؤخرا 6 رخص لاستخراج هذا الغاز باعتبار خطورته. منعت العديد من الدول استخراج هذا الغاز بعد الآثار الكارثية التي خلفتها على الصحة البشرية و الحياة البرية على حد السواء في عدة أنحاء من العالم وبسبب هذا النشاط يمكن أن تتزعزع وتتدمر الصفائح الصخرية التي يرتكز عليها سطح الأرض وبالتالي يمكن أن تنهار بعض المناطق فجأة وتنزل إلى باطن الأرض.غاز الشيست الذي يتطلب الوصول اليه الحفر على عمق من 3000 إلى 4000 متر اتضح انه موجود بكميات هامة في مثلث القيروان سوسة والمهدية وهو ما شجع الدولة للاستثمار في مجال الغاز الصخري دون النظر إلى المخاطر والكوارث البيئية التي قد تلحق بالطبيعة جراء استغلال هذا الغاز أو حتى محاولات استكشافه التي تعتمد على إليه التكسير المائي أو الهيدروليكي والذي يستنزف كميات هامة من المياه و خاصة مخاطر الزلازل التي ثبت في عدة بلدان أروبية أن استخراج غاز الشيست احد أهم أسبابها الرئيسية .
كما أكّد الاستاذ سالم بن يحيى على خطورة التنقيب عن هذا الغاز وانعكاساته السلبية على الطبقة المائية بالبلاد و تتمثل خاصة في عملية التفجير التي تضخّ بها المياه إلى الأعمق ممّا يسبّب البراكين و في طريقة مزج الغاز بالمياه و المواد السامة ممّا يساهم في جعل المياه قابلة للاحتراق مشيرا إلى أنّ شركة «شال» قد قامت بتجربة في شهر مارس 2010 في احد حقول الجنوب التونسي
وفي سياق متصل تساءل الاستاذ بن يحى على مصير موارد الطاقة التي تزخر بها تونس و كيف يمكن ان يستفيد منها الشعب التونسي خاصة وان الفصل 13 من الدستور التونسي الجديد ينص على ان الموارد الطبيعية ملك للشعب التونسي و الدولة هي التي تتولى استخراج هذه الموارد بطريقة تعود بالنفع لصالح المجموعة الوطنية و الاستغلال غير الفاسد.
تخللت الندوة مجموعة من المداخلات تمحورت خاصة حول المخاطر التي قد تترتب عن عملية استخراج غاز الشيست من الاراضي التونسية خاصة في ظل الظروف الحالية حيث ان هناك اطرافا تطالب باستخراجه لوضع حد لمظاهر الفقر و الحرمان ومعاناة التونسيين سيما في المناطق الداخلية في حين ان الخبراء يحذرون من مغبة الاقدام على عملية استخراج الغاز و التنقيب عنه نظرا لما سيخلفه من نتائج لا يحمد عقباها
من جهتها اعتبرت السيدة فتحية شعبان ان عملية التنقيب هذه هي بمثابة ابادة طويلة المدى للشعب التونسي نتيجة التلوث البيئي الذي ينتج عن ذلك .
و اشارت السيدة فتحية شعبان الى ان هذه الندوة العلمية حول غاز الشيست تندرج بالأساس في إطار التعاون الثنائي بين جمعيتي احباء المكتبة و الكتاب ببن عروس و خضراء للدفاع عن الموارد الطبيعية بتونس ليس الاول من نوعه بل سبق ان تم التعاون بينهما بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة .
كلمات البحث :بن عروس;غاز الشيست;ندوة علمية
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.