انعقدت اليوم الثلاثاء، الهيئة الإدارة للجامعة العامة للصحة التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل في مقر الإتحاد في ساحة محمد علي بالعاصمة للنظر في أخر تطورات الوضع في القطاع في علاقة بالتحركات الاحتجاجية الأخيرة والمطالب المهنية لنقابات الصحة وملف المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، وذلك بحضور الأمين العام المساعد للاتحاد « سمير الشفي ».
وافتتح الإجتماع الأمين العام بالنيابة « نور الدين الطبوبي » الذي أكد أن هذا الإجتماع استثنائي لانه يأتي في ظرف يمر به قطاع الصحة بأزمة من أسبابها تواصل تلكئ وزارة الصحة في تنفيذ التوافقات الموجودة حول القطاع بين الاتحاد والحكومة وهو ما خلق توترا اجتماعيا حقيقيا داخل القطاع خاصة اثر إيقاف خمس نقابيين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس.
وجدد « الطبوبي » رفض الإتحاد لتعيين مدير للمستشفى المذكور من المؤسسة العسكرية وهو ما خلق إشكالا داخل المؤسسة التي توفر الخدمات الصحية لمواطني سبعة ولايات في الجنوب، كما دعا وزارة الصحة إلى الكشف عن ملفات الفساد التي تدعي وجودها وتحاول إيهام الرأي العام بتعلقها بنقابيين وتقديمها للقضاء في صورة صدق ادعاءاتها حسب تعبيره، مشيرا إلى أنها تهم واهية تهدف إلى تشويه النقابيين وضرب العمل النقابي، مشددا على ثقة الإتحاد في نقابييه ومدى نزاهتهم ودفاعهم على مبادئ الشفافية والحوكمة، معتبرا أن ملفات الفساد التي تحدث عنها وزير الصحة ليست إلا شماعة لتبرير قراراته.
وبين الأمين العام بالنيابة أن الاتحاد برفضه تعيين مدير من المؤسسة العسكرية للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، ليس ضد الجيش الوطني بل يؤكد على دوره الريادي في الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب إلا أن الرفض يأتي لتفادي أي نزاع شغلي بين الاتحاد والمؤسسة العسكرية التي يجب أن تبقى في منأى عن التجاذبات والخلافات خاصة وأن للاتحاد تجربة سابقة في ديوان الطيران المدني بتوزر حيث تم تعيين عسكري على رأس إدارته وقد وقع اختلاف معني تم توجيهه إلى المحكمة العسكرية عوضا عن المحاكم المدنية .
وأكد « الطبوبي » ان الإتحاد استوفى كل محاولات إيجاد حلول مع وزارة الإشراف خاصة بعد الجهود التي قام بها الامين العام « حسين العباسي » ، إلا أن تعنت وزارة الصحة ورفضها للحوار دعا إلى انعقاد الهيئة الإدارية للجامعة العامة للصحة بشكل طارئ، مبرزا ان القطاع الصحي يعيش أزمة جعلت القطاع الخاص يستحوذ على الجزء الأكبر من الخدمات الصحية في البلاد مقابل ضعف المؤسسات الصحية العمومية.
وقال « نور الدين الطبوبي » إن الإتحاد قام بإلغاء العديد من التحركات الإحتجاجية خدمة لمصلحة البلاد خاصة مع الأحداث الأمنية الأخيرة التي وقعت في إشارة لعملية بن قردان، مشيرا إلى أن الهيئة الإدارية للجامعة العامة للصحة ستتخذ عقب اجتماعها خطواتها النقابية المقبلة، مبرزا أن خيار الإضراب يبقى مطروحا.
ومن جانبه أكد الكاتب العام للجامعة العامة للصحة « عثمان جلولي » أن قطاع الصحة العمومي يتعرض لهجمة شرسة على غرار غيره من القطاعات العمومية، مشيرا إلى أن ساسة الدولة تعمل على توسيع الفارق بين القطاع العمومي والقطاع الخاص حتى أصبح القطاع الخاص يحتكر الجزء الكبير من القدرات الوطني في قطاع الصحة، مشيرا إلى رفض الإتحاد لما اعتبره عسكرة القطاع الصحي.
وبين « جلولي » أن سلطة الإشراف لم تحترم تطبيق الاتفاقيات المهنية التي وقعت بين القطاع ووزارة الإشراف والتي كانت اخرها اتفاق يوم 5 نوفمبر الفارط والذي تم تحديد تواريخ ثابتة لصدوره في الرائد الرسمي، مؤكدا أن الهيئة الإدارية تنعقد لكشف حقيقة الوضع في القطاع ولإتخاذ الإجراءات المناسبة.
كلمات البحث :الإتحاد العام التونسي للشغل;الجامعة العامة للصحة;تونس;وزارة الصحة
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.