يُعد سوء الظّنّ بالمسلم من الكبائر الباطنة. وذٌكر أنّه الكبيرة الحادية والثّلاثون ذلك لما له من تبعات خطيرة تفتك بالحياة الفردية و الاجتماعية للإنسان أهمها، انعدام الثقة المتبادلة.
فسوء الظن يُزيل الثقة الجماعية ويزعزعها ويذهب بأمن المجتمع بحيث لا تبقى ثقة و اطمئنان بين أفرداه، فأفراد المجتمع كلٌّ ينظر إلى الآخر بعين الخيانة و يفرّ منه.
ويطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءا سيء الظن
وسوء الظن هو اعتقاد جانب الشّرّ وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمل الأمرين معا.
أما حكمه في ديننا الحنيف :
فقدعدّ الإمام ابن حجر في الزواجر سوء الظّنّ بالمسلم من الكبائر الباطنة. وذكر أنّه « الكبيرة الحادية والثّلاثون »، وقال: وهذه الكبائر ممّا يجب على المكلّف معرفتها ليعالج زوالها لأنّ من كان في قلبه مرض منها لم يلق اللّه- والعياذ باللّه- بقلب سليم، وهذه الكبائر يذمّ العبد عليها أعظم ممّا يذمّ على الزّنا والسّرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن وذلك لعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامه إذ إنّ آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالا وهيئة راسخة في القلب، بخلاف آثار معاصي الجوارح فإنّها سريعة الزّوال، تزول بالتّوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ونقل عن ابن النّجّار قوله: « من أساء بأخيه الظّنّ فقد أساء بربّه »، إنّ اللّه تعالى يقول: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ » الحجرات – 12 .
روى البخاري ومسلم واللفظ لمسلم : عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: « إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث. ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللّه إخوانا » .
وترى التعاليم الإسلامية أن الروابط الاجتماعية يجب أن تقوم على أصول « حبّ الخير » و « المحبة و المودة » و « حسن الظّن »، بمعنى أن صفحة رؤية ونية المسلمين عن إخوتهم و أخواتهم في الدين يجب أن تكون حسنة، فعلى المسلم أن يحمل في عقله و ذهنه صفة سلامة النية والنصيحة والحبّ وابتغاء السعادة للآخرين ويتجنّب التآمر و التواطؤ ضدهم.
نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.