قطر تغرّد خارج سرب دول الخليج

اخر تحديث : 10/03/2014

قطر

 

 

بقلم: درصاف لموشي

 

 

 

أصبحت علاقات قطر بجيرانها من الدول الخليجية محط أنظار العالم أجمع على خلفية إقدام كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، يوم الأربعاء 5 مارس، على سحب سفرائهم من الدوحة، مما أثّر مباشرة على مؤشر البورصة القطرية وجعلها تتهاوى إلى نسبة 2.3 بالمائة.
وعلّلت الدول الخليجية الثلاث قرارها الذي بحثته في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وأعلنت عنه في بيان مشترك، بأنها تسعى إلى حماية أمنها واستقرارها معتبرة أن قطر تغرد خارج السرب ولم تلتزم بإتفاقيات مجلس التعاون في المجال الديبلوماسي إلا أن قطر أكدت في ردها أنها لن تعامل جيرانها الخليجيين بالمثل ولن تبادر إلى سحب سفرائها وستبقي على حبل الود معهم مشددة على أنها لا تزال وفية لمعاهدات مجلس التعاون على عكس ما تم إتهامها به، وأن الرؤى إختلفت حول مسائل تقع خارج أراضي الخليج العربي
من جهتها لم تسحب الكويت سفيرها من قطر نظرا لأنها تعلق آمالا كبيرة على القمة العربية المزمع إجراؤها على أرضها يومي 25 و26 مارس الحالي والقمة التشاورية الخليجية والتي ستلعب فيهما دور الوسيط في هذه الأزمة قصد إنقاذ مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس سنة 1982 ويضم ست دول السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وعمان.
وبالنسبة للإمارات فقد سبق أن إستدعت سفيرها في قطر في 2 فيفري الفارط إحتجاجا على إنتقاد الداعية « يوسف القرضاوي » القاطن في « الدوحة لموقف الإمارات المعادي لجماعة الإخوان، بخطبة الجمعة، وأوضح رئيس الشرطة والأمن العام بدبي « ضاحي خلفان أن أمن الخليج ليس محلاً لعبث سياسي متهور.
بالمقابل فإن عمان إمتنعت عن إيضاح موقفها من هذه التطورات في الساحة الخليجية بما أنها تعد أقل حماسا من بقية دول الخليج لمجلس التعاون حتى أنها إعترضت على العملة الخليجية الموحدة..

الجزيرة ودعم الإخوان

يعد قيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر أقوى أزمة ديبلوماسية تواجهها الدوحة في علاقاتها مع دول الخليج العربي لكنها لم تكن الأولى حيث سبقتها العديد من الأزمات العميقة لعل أهمها الخلاف الحاصل بين الطرفين حول الربيع العربي، حيث تمثل قطر داعما رئيسيا لجماعة الإخوان المسلمين وللتيار الإسلامي بصفة عامة وذلك عبر قناة الجزيرة التي لا طالما وجه لها معارضو الإخوان العديد من الإتهامات على غرار عدم الحياد والمصداقية، وبرز هذا الخلاف أكثر بعد عزل الجيش للرئيس المصري « محمد مرسي » من قبل الجيش في 3 جويلية الفارط إذ تعتبره قطر إنقلابا على الشرعية فيما تراه الدول الخليجية إرادة شعبية ورغبة في التغيير، هذا وقد رحب مجلس الوزراء المصري بالقرار الأخير معبرا عن أمله أن تكون بداية لمسار جديد.
ويرى مراقبون أن تحفظات السعودية والإمارات والبحرين على الثورات العربية تعود إلى مخاوف سلطاتها من حدوث إنتفاضات مماثلة خاصة مع ما تشهده مملكة البحرين من إحتجاجات للمعارضة الشيعية.

خلافات قديمة حول الحدود

ويشار الى أن الخليج العربي سبق وأن شهد توترا على المستوى السياسي والدبلوماسي نخص بالذكر ما دار بين السعودية وقطر من سجال تمحور بالأساس حول الحدود فتحت الضغط البريطاني وافقت المملكة السعودية على إثره بالإعتراف بحدود قطر سنة 1915 بعد أن كان المملكة تسعى إلى أن تصبح قطر تابعة لها عبر ضمها إلى إقليم الإحساء.
كما أنه في سنة 1995 فشل إنقلاب نفذه « آل مره » للإطاحة بالنظام القطري، مما جعل قطر تتهم السعودية بدعم هذه القبيلة قصد إثارة نزعات الإنفصال في البلاد، علما وأن الأمير « حمد » حينها قد قاد إنقلاب « آل مرة » على والده الشيخ « خليفة »
كما أن العلاقات البحرينية القطرية شهدت فتورا بسبب نزاع على الحدود إستمر 50 سنة كاملة ووصل إلى أروقة محكمة العدل الدولي بلاهاي التي حسمت مشكل الحدود عام 1992.
المساعي الكويتية بمسك الحبل من الوسط والرامية إلى إلغاء المشكل الحاصل بين هذه البلدان الخليجية قد يصعب تحقيقها إذا ما تمسكت قطر بنفس توجهاتها السياسية، خاصة بعد ضم السعودية مؤخرا لجماعة الإخوان إلى قائمة المنظمات الإرهابية.


Print This Post

كلمات البحث :;;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.